بطيب نية
الحياة تجارب،والناس معادن ،وقل وندر أن
يتشابه اثنان،فسبحان الملك الديان، القادر على كل شيء،طبائع من كل نوع وأخلاق
متفاوتة،فمنهم دمث الخلق خلو الكلام ومنهم مر الحديث دائما يلدق وليس لسبب واضح،
همه الوحيد أن يؤذي شخصا ومن أجل أتفه الأشياء ،حقا احتار وأقف عاجزا عن فهم هؤلاء
ولا أرضى بمثل هذه التصرفات لأبعد الخلق فكيف بأقرب وأعز الناس.
حقيقة لمثل هؤلاء، وبطيب نية أكتب،وعلى مثلهم أخاف وأشفق
وأقول:إن الحياة قصيرة والفراق آت لا محالة،وأول ما يوضع في الميزان حسن
الخلق،فترفع أخي واعلم أنك بهذا إنما تضر نفسك أكثر من غيرك.
فقي كل يوم تفقد صديقا ربما كان يؤمل فيك شيئا ما،وربما
بوأك مكانة بعيدة في قلبه الذي أنت تجرحه وتؤلمه وتوجعه غير مبال ولا مكترث
لمشاعره،أو على الأقل لم تختر التوقيت المناسب عله يتجاوز عنك،تتمادى في قولك وتصر
على المواصلة،قد يعتبر الاولى مزحةوقد يتجاوز عن الثانية وأحيانا يتناسى الثالثة
ولكن الرابعة لا تغتفر،عندها ومن دون علمك قد دخلت إلى قلب من أسأت إليه وهدمت
مكانا كان لك وقد يكون كبيرا .
وبهذا أنت لا تفقد الأصدقاء فقط ،بل أنت بارع في صناعة
الأعداء،تبا لك من آدمي لم يقدر الصداقة حق قدرها ،أف لك من جاحد لا يعير اهتماما
لمن اهتم له،عذرا فهذه العبارات لم تكن لتليق بمقامك ولا منزلتك ،ولكن لا تلم إلا
نفسك فأنت من أنزلتها هذه المنزلة ولتحصد ما زرعته بيداك ،ومن يبذر الشوك يجني
الجراح.
هذه حالنا اليوم وأنا شاهد على صداقة لم أرد لها أن
تنتهي وما كان ينبغي لها ذلك ،وحاولت جاهدا أن لا تنتهي ولكن بعد أن فات
الأوان،فلطفا بالناس أيها الناس، وحكموا العقل والمنطق ولا تخسروا الأحبة لزلات
لسان كان بمقدوره إن هو عجز عن قول ما يفيد أن يصمت امتثالا لأمر المصطفى عليه
صلاة الله وسلامه .
من هنا أنا آسف وآسف جدا ،لأولئك الذين قدر لي أني أسأت
إليهم مازحا كنت أم جادا ،قاصدا أم عن غير قصد،فليسامحوني جميعا وليسامحني الله
،وأنا سامحت الجميع يطيب نية وأقول،لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم
الراحمين،وفي الحقيقة وكما تعلمون لكلنا عورات وللناس أعين،ومن كان بيته من زجاج
فلا يرمي الناس بالحجارة.
بقلم:إسحاق محمد سيديا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق