التفوق الدراسي
لكل إنسان هدف يصبو إليه ويسعى لتحقيقه
ولتحقيق مسعاه لابد له من جد واجتهاد وعلى قدر هذا الجد يتفاضل الناس وتتفاوت
مراتبهم الاجتماعية وبما أن قوة البنيان من قوة أساسه والشوكة من صغرتها محدة
والطريق إلى تحقيق الهدف يمر بمراحل ولابد للسائر على هذا الطريق من دليل يصحبه
والعلم خير صاحب يصحبه المرء كانت الخطوة الأولى التي على المرء أن يخطوها تعلم
العلم واكتسابه لذا كان الموريتانيون لما يبلغ لهم الصبي خمس سنين وخمسة أشهر وخمسة أيام يدخلونه الكتاتيب التي
تعلمه القراءة والكتابة ويبدأ الصبي المرحلة الأولى من تعليمه ولما يتعلم القراءة
ويجيد الكتابة يواصلون تعليمه القرآن إلى أن يختمه أو يقرأ ما تيسر له منه ثم
يعلمونه فرض عينه بحسب ذكاء الصبي وسرعة فهمه يكون تقدمه في الدراسة أسرع ومع قيام
الدولة استعاض البعض عن الكتاتيب والمحظرة بالمدرسة التي تدرس بعضا من ما كان يدرس
في المحظرة إضافة إلى الرياضيات والعلوم الطبيعية والفرنسية وكانت المدارس تتشرف
بتكريم المتفوقين ومنحهم جوائز تشجيعية إلا أن السؤال المطروح هو كيف يتفوق الطالب
في الدراسة ؟أو كيف نصنع تلاميذ متفوقين؟للإجابة على هذين السؤالين لابد من الرجوع
لهيكلة النظام التربوي في بلادنا فمن ما لاشك فيه أن العملية التربوية محورها
التلميذ ولنجاح التلميذ في الدراسة لابد من تعاون الطاقم التربوي المتألف من
الإدارة والمدرسين وآباء التلاميذ حيث يرعى الأول الطالب في المدرسة والثاني في
البيت وكلما كان إصغاء التلميذ للمدرس وقت الدرس وإنجازه لواجباته أكثر كان حظه في
التفوق أكثر والعكس بالعكس قال الشاعر
الجد في الجد والحرمان في الكسل فانصب تصب عن قريب غاية الأمل
إلا أن هناك معوقات قد تعوق الطفل عن التفوق
منها عدم اتباع الأستاذ للأساليب التربوية واعتماد معايير بعيدة عن المساواة
والآداب العامة التي يجب أن يتبعها الأستاذ وكذلك الوضع المادي لأبوي التلميذ كلها
عوامل تحز في نفس التلميذ وتحول بينه والتفوق ،في المراحل الأولى من دراسته حيث لم
يدركه العقل ،وهي مرحلة يحتاج الطالب فيها لمتابعة الوالدين والمدرس ،إلا أن الطالب
الطموح يتغلب على تلك المعوقات في المراحل اللاحقة من دراسته ويتفوق في دراسته
،وقد يخفق الطالب في مجال من مجالات الدراسة ويتفوق في آخر ((اعملوا فكل ميسر لما
خلق له))،ومما سبق نخلص إلى القول أن التفوق في الدراسة يحتاج إلى صدق الطالب والجد
في العمل والمثابرة لتحقيق النتيجة المرجوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق