في مدينة خاي المالية ولد محمد كويتا لعائلة سوننكية فقيرة، شب وكبر ليهاجر إلى قرية جاكلي بحثا عن عمل، عمل خادما وحارسا للمنازل ليتعرف على ركي البنت الميسورة الحال، خطبها عند أهلها فقبلوا خطبته ليتزوجها وتلد له ممو، كانت ركي تعمل خادمة منزل في لكصر والواقع أنها كانت تدير بيوتا للدعارة، تركت ممو مع أبيه بعد بلوغه الرابعة من عمره وتفرغت لأعمالها لتبدأ معاناة ممو.
استقال كويتا من عمل المنازل بعد أن منحه أحدهم قطعة أرض على ضفة النهر استغلها في الزراعة، فكان ممو يقضي معه نهاره ليرى معاناة أبيه وصراعه مع الأفاعي حتى لقبوه "صياد الأفاعي".
لم يشأ كويتا أن يعيش ابنه جاهلا فألحقه بمدرسة للأيتام والفقراء، كان ممو حين يفرغ من تلقي دروسه يسير إلى قريبه يقيل معه وفي المساء يعود كويتا من حقله فيصحبه إلى بيته في طرف المدينة حيث يبدأ في طبخ عشاءه.
كانت حياة كويتا كدا فهو لا يفرغ من عمل إلا ليبدأ في آخر، امتعض كويتا من دفع الإيجار فسكن بيتا طينيا وهبه له أحدهم وغطاه بحشائش فصحبه ابنه ممو.
توفي مدير المدرسة وأعقبه أخوه ليجري تعديلات على نظام المدرسة، كان يستقبل أبناء الأغنياء ويفرض عليهم رسوما كبيرة في حين كان يأخذ أجور رمزية من أبناء الفقراء ليبدو الجميع متساويا في الدفع وأعفى الأيتام واعتمد الزي المدرسي الموحد.
رأى كيتا أن الرسوم المدرسية 100 أوقية جديدة باهظة عليه ولم يكن لدى ممو أوراقا ثبوتية تؤهله للالتحاق بالتعليم النظامي ماحدا بكويتا لإخراجه من المدرسة حتى تعهد له صديقه بدفع أجرة تعليمه.
عاد ممو إلى المدرسة لكن حاجة كويتا لمساعدته جعلت تلقيه للدروس أقل انتظاما.
كانت الماشية تعدو كل سنة على حقل كويتا ولا تترك له إلا القليل لاستغلاله.
كويتا إنسان عاش الفقر منذ نعومة أظفاره ولم تسعف محاولاته المتكررة في تغيير حاله، أما ركي فقد جنت أموالا كثيرة وصار لها منزل في المقاطعة الخامسة وطل كويتا ليصدم ويزداد هما على همه، ويبقى أمله الوحيد في أن يشب ممو ويتخذ طريقا غير طريقه يريحه من الهموم وينسيه عذابات السنين الماضية.
كويتا إنسان دمث الأخلاق كريم رغم إقلاله طيب الحديث والمعاشرة، يصلي خمسه ويصوم فرضه وله شغل بإصلاح حاله أما ممو فهو ابن أبيه.