الاثنين، 25 نوفمبر 2019

المعلمون الثلاثة

المعلمون الثلاثة
المعلم المخادع ح1
في قاعة الدرس بمدرسة تكوين المعلمين يجلس المعلم المخادع مع زملاءه‘ يدخل أعضاء المكتب الإداري يحيون التلاميذ المعلمين وتحدثهم مسؤولة القطاع التربوي عن صعوبة المهنة وضرورة التحلي بالصبر‘ ثم يقدمون لهم توجيهات عامة تتحدث عن دور المعلم حامل رسالة العلم في نهضة المجتمع والارتقاء به إن عمل بجد وإخلاص وكذلك دوره السلبي إن خان الأمانة. ينتهي كلام مسؤولة التربية فيقدم المراقب العام استمارات تتضمن تعهد بمزاولة المهنة عشر سنين يوقع عليها المعلمون‘ يحيل المخادع استمارته لزميله ليعبئها بدلا عنه‘ معتذرا بالنظارة وحتى لا يقطع عهدا لا يمكنه الوفاء به ثم يسلمها المخادع للمراقب مبتسما ويحييه بالسلام‘ تحضر مسؤولة الأشخاص وتدعو الطلاب لانتخاب أحدهم يكون نقطة وصل بينهم مع الإدارة‘ وهنا يتدخل المراقب العام موجها نصحا للتلاميذ نحن ندرك أنكم حديثو عهد بالتعارف لكن لا بأس باختيار أحدكم فأنتم حملة شهادات جامعية وقد جزتم مسابقة شارك فيها الآلاف من حملة الشهادات وكنتم النخبة‘ وهنا يرفع المعلم المخادع أصبعه مؤذنا عن دخوله في المنافسة‘ فرمزية الموقع تعينه في خداعه وتبعد عنه التهمة ومبادرته للترشح ستلفت إليه الأنظار وتجعل المعلمين ينتخبونه‘ كانت هذه الأفكار تدور في خلد المخادع وهو يعلن ترشحه‘ ثم يتقدم مرشح آخر وتتقدم امرأة. يسجل المراقب العام أسماء المرشحين ثم يدعو المعلمين لانتخاب أحدهم يتقدم المعلم المخادع في الشوط الأول تليه المرأة ثم المرشح الآخر‘ يقرر المراقب اختيار المعلم المخادع رئيسا لدفعة المعلمين والمرأة نائبة له‘ ترفع الجلسة.
يواظب المخادع الشهر الأول‘ ويخبر زملاءه أنه من تلامذة شيخ سلفي عرف عنه اعتداله ونبذه للعنف ويسمعهم تلاوته العطرة ينخدع الطلاب به ويقدمونه مرشدا‘ ينقضي الشهر الأول والمعلم مواظب تستدعي الإدارة الأعضاء في لائحة
الانتظار فتدرج بعضهم في مقاعد شاغرة وتعتذر من البقية‘ يتنفس المعلم المخادع الصعداء ويحس أن خطر استبداله بأحد أعضاء اللائحة قد زال‘ تخف مواظبته ويبدأ يكثر الغياب والاعتذار‘ يدرك المعلم أنه بدا مكشوفا فيقترح اقتراحا على زملائه :<<إننا منشغلون بالجمع والتحصيل وليس لدينا من الوقت الكثير لنمنحه للمدرسة فهلم نتعاون الحاضر يغطي على الغائب ولا يظهر الخلل>>. يوافق المخادعون على مقترح زميلهم فيتناوبون على الغياب يغيب المخادع أربعة أيام من خمسا هي أيام التدريس ويتفاوت الآخرون في الغياب فمنهم من يغيب يومين ويوما حسب المشاغل‘ تنجح خطة التمويه التي اعتمدها المخادع فترة من الزمن‘ ينقضي الفصل الأول وتظهر الإدارة كشوف الغياب فإذا بالمخادع لم يسجل عليه إلا غياب أربع ساعات‘ يغضب المواظبون من سلوك الإدارة  ويتهمونها بممالأة المخادعين ومكافأتهم‘ يعتذر المدير من الطلبة ويخبرهم بأنه فوض إليهم تسجيل الغياب بعد أن طلبوا منه ذلك وتعهدوا يالنزاهة‘ وأنه سيسحب التفويض منهم ويسند تسجيل الحضور للأساتذة.
يستشعر المعلم المخادع الخطر ويفكر في حيلة جديدة‘ يصحب المدرسات والمربيات ويحدثهم عن قدراته في جلب الشريك المناسب وعلاجهن من العين والسحر فهن يتعرضن للحسد من رفيقاتهن لجمالهن الفائق ومكانتهن العلمية‘ يصدقن كلام المخادع ويرون فيه معالجا اجتماعيا وطبيبا روحانيا يجب تقديم الهدايا له ويمسكن أقلامهن عن تسجيل الغياب عليه.
هدى معلمة اكتتبت مع المخادع في عام واحد وأجريا التقويم التشخيصي في يوم واحد‘ يرى المخادع هدى مرتعشة فيسألها عن حالها تجيبه أنها لم تحضر كامل الوثائق المطلوبة وتخشى الإقصاء‘ يرد عليها هوني عليك عزيزتي الأمر سهل جدا أدخل قبلك فإذا ما أوشكت المقابلة على الانتهاء باطأت الخطا لتدركيني ثم نعرض سوية الأمر على الإدارة وأنك ستكملين الوثائق في أجل أقصاه أسبوع‘ فسيوافقون لأن المدير عهد إليهم أن يتغاضوا عن ما أمكن ويتسامحوا مع الطلاب‘ لكن أباك الذي يرافقك عليه أن يذهب للمحكمة الغربية فالوثيقة التي تنقصك عندهم ولا يكلف الحصول عليها إلا مقابلة مدتها 30 دقيقة‘ يوافق الأب على المقترح ويترك ابنته مع المخادع‘ يريها ابتسامات ويغمز لها غمزا يعبر عن ما تكنه القلوب‘ تتجاوز هدى فيترصدها المخادع في الغرف المظلمة وجنبات الطريق.
يتواصل 

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

Translate

المشاركات الشائعة

صمم في : 2012/08/23

درس الاسبوع

المتابعون

آخر التعليقات

معجب

الاكثر مشاهدة

مواضيع مختارة