الإمام شخص من أهل البلد عاش وتربى في بلدته وفيها نعمت أظفاره واشتد عوده نشأ نشاة دينية وتربى تربية علمية صقلته التجارب وهذبته الأيام عرف بطموحه وهمته التي تناطح الثريا إمامه كتاب الله وقدوته رسول الله بهديه يهتدي وبسنته يفتدي يدرج مدارج السالكين ويخشى مصارع الهالكين يسير بين إياك نعبد وإياك نستعين ثاقب ه إخوانه فقدموه والإمامة قلدوه والرئاسة نصبوه فسر بذلك أقوام واستاء آخرون ولحربه بدؤوا يحشدون لعهم بهزيمته يظفرون فجابه الخصوم الألداء وقرب المخلصين الأوفياء وأكرم المؤمنين الأتقياء بالضعفاء رأف ولأصحاب الحاجات وقف وعلى الأيمى الأرامل عطف لم يحاب أحدا في معصية ولم يظلم أحدا من رعية سياسته العدل والسوية هذا هو الإمام بين الخصوم والإخوان والمحيطون به من بني الإنسان
نشأة الإمام .نشأ الإمام في بلدته قرأ القرآن وحفظه ودرس علومه ثم درس متون الفقه فبدأ بالمختصرات ثم تعمق في دراسة الفقه إلى أن عرف أحاجيه ونوازله ثم درس الحديث والسيرة وتعمق في دراستها فعرف المغازي والأنساب ثم درس اللغة وعلومها والنحو والعروض والبلاغة وكان مرجعا لأهل بلده في علوم الدين ومع هذا كان رجلا ذا ذكاء شديد وبصر في السياسة يعرف كيف يستميل القلوب إليه ويجتنب العداوات وإن بلغه عن أحد ما يكرهه سارع في صلته حتى يذهب عنه ما يجد وإن بلغه أن أقواما يكيدون له تبين من ذلك ثم يجد الوسيلة الملائمة لعلاج الموقف
طموح الإمام كان الإمام من المؤمنين بالمثل السائد *لو تعلقت همة ابن آدم بالثريا لنالتها* لذلك لم يكن لطموحه حد فهو يسعى للإحاطة بالعلوم وينهض بأمر العامة ويسعى في أمر نفسه لا تجده وقته إلا شاغلا قدوته عمر ابن الخطاب حين يقول *لو نمت بالنهار لضيعت حق رعيتي ولو نمت بالليل لضيعت حق ربي* لا يغدو إلا في طلب درهم لمعاشه وحسنة لمعاده والى خيار الناس وعاشرهم وتجنب سفهائهم وأراذلهم إلا لأمر بمعروف ونهي عن منكر
منهج الإمام
كان الإمام سنيا على نهج السلف في العقيدة ويرجح مذهب مالك في المسائل الخلافية إذا تعادلت الأدلة وإلا يذهب مذهب مالك نفسه *إذا صح الحديث فهو مذهبي*وكان إداريا بارعا في فنون السياسة عارفا بالفلسفة والأديان والمذاهب عالما بأدب المناظرة يجتمع عنده أصحاب المذاهب المختلفة ويناظرهم ثم لا يجدوه فاحشا ولا طعانا ولا لعانا يجادلهم بالتي هي أحسن وينصرفوا عنه وهم راضون منهم من يهتدي ومنهم من يبقى سادرا في غيه والله يوفق من يشاء ويهديه سواء السبيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق