محاكاة للمؤرخ الكبير ابن كثير رحمه الله

ثم دخلت سنة 2017 لميلاد المسيح تلقاها الناس بالبشر كعادتهم ورجوا فيها الخير وكان أهم الأحداث التي جرت في العام الفائت ببلد شنقيط المعروف باسم موريتانيا زيادة الكوارث ونقص الأرزاق فقد شهد الربع الأول من العام أزمة مالية كبيرة وعجزا في الموازنة التفت عليه الحكومة بنشر خبر وجود الذهب بكميات كبيرة في صحراء إينشيري وفي تلك الصحراء تاه شباب كثيرون وأفلس آخرون ولم ينج منهم إلا الشريد والمستفيد كان الحاكم الذي جمع مبالغ طائلة من التراخيص وجمركة المعدات إلى آخر الربع الثاني من العام حيث بدأت أخبار المحاربين في صحراء إينشيري تتلاشى واستقبل الناس شهر رمضان الكريم وعيد الفطر الذي جاء كما جاء عيد المتنبي
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد
انقضى العيد ومعه النصف الأول من العام ثم بدأ النصف الثاني من العام وشغل الناس بالحديث عن قمة الأمل التي ستعقد في نواكشوط وسيحضرها الزعماء العرب وما سيحملونه معهم من هدايا عظيمة للشعب الموريتاني ،عقدت القمة ولم يحضرها من الزعماء إلا قليل وأغلبهم زعماء بلدان تشهد نزاعات ويبحثون عن شرعية واعتراف خارجي بهم ولم تصل الهدايا المأمولة ،وبعد انتهاء القمة كان الناس قد خرجوا لقضاء عطلتهم الصيفية في البوادي والأرياف فتنفس الساسة الصعداء وبدأت الإعدادات تجري لإجراء حوار وطني شامل يجمع جميع ألوان الطيف الموريتاني ويناقشون فيه كل شيء يتعلق ببلدهم بما في ذلك تعديل الدستور وتغيير العلم والنشيد الوطني ظل الناس في انتظار ما سيسفر عنه الحوار والنقاشات التي كانت تجري في قصر المؤتمرات وكما يقول المثل "تمخض الجبل عن فأرة" بعد أن ذابت قمة الجليد كان البيان الختامي مخيبا لآمال الكثير من الذين راهنوا على حدوث تغيير من خلال مخرجات الحوار
وفي تلك السنة أقيمت الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال في مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار ثم حط رئيس الجمهورية حفظه الله في الولاية بعد أسبوعين ليخلد ذكرى المولد النبوي ويقيم احتفال المدن التاريخية الذي اعتاد أن يقيمه كل سنة في واحدة من المدن التاريخية بمدينة وادان ،وفيها ازدانت الساحة السياسية بمولود جديد "حزب نداء الوطن " الذي يرأسه السيد :داوود ولد أحمد عيشة وانشق الدكتور :السعد ولد لوليد عن حركة إيرا وأعلن عن إنشاء كيان مواز ،وأقام حزب تكتل القوى الديمقراطية مهرجانا كبيرا في الربع الأول من العام حشد له مناصريه من كافة ربوع الوطن كما خرج في المسيرة التي دعت لها منسقية المعارضة الديمقراطية ردا على دعوة الحوار ،وفي تلك السنة عادت قضية المسيء للواجهة بعد أن أفرج عن توبته وقاد الشيوخ المسيرات المطالبة بإعدامه مدعين أن توبته لا تدفع الحد كما انبرى آخرون للدفاع عن توبته ،وشهد العام توترا للعلاقة مع الجارة المغرب هدأه حكمة السياسيين من الطرفين وتوترا محدودا مع السنغال
وفي هذا العام تم تدشين أول رحلة طيران من وإلى مطار التونسي كما دشن رئيس الجمهورية ورشة لتعليب وتصنيع التمور في ولاية آدرار في خطوة نحو تطوير الإنتاج وتحقيق اكتفاء ذاتي من هذه المادة
وتوفي في هذا العام من الأعيان الدبلوماسي أحمد بابة ولد أحمد مسكة ورئيس محكمة الحسابات :أحمد سالم ولد حم ختار ووزير التجهيز والنقل ،وخلاصة القول أنه كان عام خيبة الآمال أفراحه أعظم من أتراحه ،والحمد لله أولا وآخرا