قال الراوي
فسألت أبا المريضة هل تجيد ابنتك التحدث باللغة العربية فأجاب لا لم تكن تعرفها
قبل يومئذ وأخبره أنه عرضها على عدة سحرة في بلاده وعجزوا عن علاجها حتى أتى بها
إلى هذا البلد ودل على مكان الراقي الذي كان له الفضل في علاجها .
وسئل أحد
العارفين هل يجيد الجن التحدث بلغات البشر المختلفة فأجاب لدى الجني قدرة على
التشكل والاختفاء ومخاطبة كل قوم بلسانهم وهذه بعض الخصائص التي وهبهم الله سبحانه
،كما جعل للإنسان حصنا يحتمي به من شرهم وهو الذكر فالله سبحانه حكم عدل لم يغفل
شيئا من مخلوقاته وخص كلا منها بشيء يحميه من بطش أعدائه ،ونبه إلى ضرورة احترام
مساكن الجن وعدم الاعتداء عليها واحترام طعامهم وشرابهم المنصوص عليه كالروث والعظام وغيرهما
مملكة الجان
ومما قص علي
أحد أصدقائي أنه حضر مجلس أحد الرقاة فأوتي بشاب قارئ لكتاب الله قد صرعه أحد
مسلمي الجن فبدأ يتلو عليه القرآن فأجاب الجني أي فلان دعك من هذا فلست أعلم مني
بكتاب الله فسأله الراقي ما دينك فأجاب أنا مسلم من أهل السنة وقد أرسلني ملك
الجان في الشرق لأصرع هذا الفتى فسأله الراقي وما دين ذلك الملك فأجاب نصراني فقال
الراقي أنت مسلم وتعين هذا الملك النصراني على المسلمين إن صاحب هذا الجسد الذي
صرعته أحد الشرفاء المنتسبين لرسول الله فقال له الجني دعني حتى أسأل عن ما قلت
فقال له الراقي ومن تريد أن تسأل فقال جني صحب رسول الله يقول الراوي وما هي إلا
لحظات حتى تكلم على لسان الفتى شيخ كبير وقال أنا جني صحب رسول الله وأشهد أن صاحب
هذا الجسد أحد الشرفاء المنتسبين لرسول الله فخرج الجني من جسد المريض والتحق
بإخوانه من المسلمين يقول الراوي وما هي إلا لحظات حتى نودي حضر الملك
"سنهيب"فسأل الراقي أين الجني فلان فأجابه الراقي أنا لست لك بجاسوس فقال
الملك السحر موكل به ساحر يسكن في مدينة كذا في حي كذا رقم شقته وعنوانه وقد أمرته
بتشديد سحره وأن يقتل الفتى قبل الغروب وإلا قتلته وسأرسل ستا من رجالي لإعانة
الساحر فاستدعى الراقي شبانا أعلمهم القرآن وبدؤوا بتلاوة سورة البقرة فاحترق
الجنود الستة ثم واصلوا القراءة حتى أذن لصلاة المغرب فنادى مناد قتل الساحر فلما
كان من الغد أرسل الراقي أحد تلامذته ليتحقق من الخبر فوجد الامر كما وصف الملك وأخبر
أن الساحر مات قبل صلاة المغرب بدقيقتين .
وسئل أحد العارفين عن مدى
صحة هذه القصة فأجاب لدى الراقي والساحر خدمة من الجان ويكون الصراع بينهما على
حسب ذلك فبحسب تعمق الراقي أو الساحر في المعرفة وقوة خدامهما تكون لأحدهما الغلبة
على الآخر فكم من راق قتل ساحر وكم من ساحر صرع راق في صراع بينهما على شفاء مريض وقد
يعجز أحد الاثنين فيسلم للثاني أو لمن هو أعلم منه في ميدانه ،وعن الجني الذي زعم
أنه صحب رسول الله فقال الجن يعمرون طويلا فالواحد منهم يعمر ألفا وألفين من
السنين وقد ثبت عندنا إسلام وفد جن نصيبين ودعوتهم لقومهم فقد يكون هذا العفريت من
أولئك المستجيبين لداعي الله وقد يكون دعي كاذب أو هو العفريت الأول ظهر بألوان
مختلفة وأكد أن شهادته لا تبطل حقا ولا تثبت باطلا لأن الأحكام الشرعية مبنية على
قواعد ثابتة، ولا مجال للخرافة فيها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق