صمب
(مسرحية
من المجتمع الموريتاني)
على الكثيب
الواقع غربي القرية يجلس صمب وعويش.
صمب: آه لو
تعلمين قدر حبي لك، أحبك أكثر مما أحب قيس ليلى، وروميو جولييت.
عويش: تتحدث
بأسماء غريبة؛ مِن أين جئت بهذه الكلمات؟!
صمب: سمعت
"سعيد" يتحدث بذلك فحفِظته.
عويش: إذن تقلد ما
تسمع، أما أنا فأحبك أكثر مما أحبت فاطم ابيليل.
صمب: لقد قررت أن
أخطبك حتى نتوج حبنا بالزواج؛ فقد سمعت جدتي تروي حديثًا: ((لم أرَ للمتحابين مثل
الزواج)).
عويش: خِطبتُك في
هذا الأوان استعجال، انتظر حتى تعمل وتحصل على بعض المال.
يقرر صمب
السفر، ويُعْلم أمَّه تسلم أنه ذاهب للعمل في المدينة التي يوجد فيها خاله
المختار، يسافر صمب ويصل إلى المدينة.
المختار:
أهلًا وسهلًا بابن أختي صمب، نزلت خير منزل، ما الذي أتى بك؟!
صمب: قدمت هنا
أبحث عن العمل، هل ستساعدني في البحث عن عمل؟!
المختار:
بالأمس أعلمني صديقي أنه يريد من يساعده في متجره، سأعوده غدًا، لعلي أجد لك عملًا
عنده، تحت شجرة التيدوم الواقعة غربي القرية تجلس عويش وصديقتها.
عويش: لقد ذهب صمب
للعمل، وعندما يأتي سنتزوج.
صديقة عويش:
إن شاء الله، فلا تعلمين ما يخبئه لكما الغيب.
عويش: طبعًا كل
شيء بمشيئة الله، وسأدعوك لتحضري فرحتنا.
صديقتها: إن
عشتُ وسلمني الله..
يأتي المختار
لصديقه ويعلمه بوجود عامل مستعد للعمل، يوافق صديق المختار على عمل صمب معه.
المختار: لقد
زرت صديقي وأبلغني أنه مستعد لقبولك عاملًا في محله بأجرة قدرها (.....)، وسيزيد
لك الأجرَ في قابِلِ الأيام.
صمب: (.....)،
نعم أوافق، متى سأعمل معه؟
المختار:
غدًا - إن شئتَ - تذهب إليه وتبدأ العمل.
يعمل صمب،
وبعد شهور من العمل يحصل على مبلغ نقدي، يقرر مغادرة المدينة والعودة إلى قريته.
المختار: من
الأفضل لك يا بني أن تؤجل أمر السفر حتى تزيد نقودك وتكسِبَ خبرة أكثر في التجارة.
صمب: لقد حصلت
على ما فيه الكفاية، ما عندي يكفي لبناء كوخ والزواج من عويش.
قريب عويش
يحل ضيفًا على أهلها، يرى عويش وتعجبه.
قريب عويش:
يا لك من فتاة جميلة، كم عمرك؟
عويش: عمري
15 سنة، وأنتظر مجيء صمب لنتزوج.
قريب عويش:
وهل خطبك صمب؟
تنفي عويش
ذلك.
يفكر قريب
عويش أن هذه فرصة سانحة، يتصل بأبي عويش ويخطبها.
قريب عويش:
يسرني أن أصاهرك وأتزوج ابنتك عويش.
أبو عويش:
عويش ما زالت صغيرة، انتظر عامين ونحن نزوجك إياها.
يمضي قريب
عويش.
يأتي صمب
ويعلم بالأخبار من عند صديقه، يصاب بالذهول ويسأل عويش.
صمب: صحيح ما سمعت
أن قريبك خطبك؟!
عويش: لم
يحدث ذلك، لو كان خطبني لأعلمتني أمي، يصدق صمب عويش، ويعودان لسالف حبهما، مع
الأيام تتجلى الحقيقة، ويصدم صمب، ينقل إلى المستشفى، يجري فحوصًا طبية، ولم تظهر
عليه أعراض أي مرض.
خالة صمب:
لقد أعييتَ نفسك بالهموم، قم وانهض، ولا تدع للشيطان حظًّا في نفسك؛ فيُفسِدَ
عقلك.
صمب: ماذا أفعل؟
لقد تزوجت عويش وبقيت أنا وحيدًا.
خالة صمب:
كأنك لم تسمع ما قال الشاعر:
سافِرْ تجِدْ
عِوَضًا عمن تفارِقُه ♦♦♦ وانصَبْ فإن لذيذَ
العيش في النَّصَبِ
النساء كثير،
وما عليك إلا الجد والبحث، تجد عوضًا عن عويش، يسافر صمب إلى قرية مجاورة يتعرف
على اخديج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق