
،فتسأله أم المؤمنين عائشة لم تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيجيب إجابة تناسب المقام "أفلا أكون عبدا شكورا"،وعلى هذا سار السلف فهذا رجل يسمع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يناجي ربه ويقول مخاطبا الدنيا "يا دنيا غري غيري قد بتتك ثلاثا "وما ذاك إلا أنه عرف أنها ظل زائل واستأنس بعبادة ربه ،وهذه رابعة العدوية التي عرفت بورعها وتقوىها تقول في مناجاتها "اللهم إن كنت قد عبدتك خوفا من نارك فأحرقني بها وإن كنت قد عبدتك طمعا في جنتك فأحرمني منها ،وإنما عبدتك لأنك واحد تستحق العبادة" وعند ذكر رابعة وشاكلتها من العارفين يستحضر المرء قصيدة ابن حزم الأندلسي التي مطلعها
أقول لنفسي ما مبين كحالك وما الناس إلا هالك وابن هالك
إلى أن يقول
ومن عرف الرحمن لم يعص أمره ولو أنه يعطى جميع الممالك
ويقول أيضا
عصوا طاعة الأجساد في كل لذة بنور محل ظلمة الغي هاتك
فلولا اعتداد الأجسام أيقنت أنهم يعيشون عيشا مثل عيش الملائك
أي أنهم يعبدون كعبادة الملائكة لا عبادة الطامعين ولا الخائفين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق