في قرية حدودية بين جمهورية السنغال وغامبيا تعرض حانوت أحمد سالم حيدره لعملية سطو وقتل عامله، رأى أحمد سالم الحادثة نذير شؤم فحزم أمتعته وباع بضاعته ورحل.
بدأ أحمد سالم رحلة بحث عن سوق جديد فحطت به الرحال في جاكلي بكيدي ماغا.
كان أحمد سالم بصيرا في فنون التجارة فتاجر في المواد الغذائية، وكان يعدد أنشطته ويستثمر في مشاريع مدرة للدخل حتى كثرت أمواله فاختار شقيقه سيداتي نائبا له وعامله سيدي مديرا لأعماله وظلت تجارته في تقدم مستمر.
أراد أحمد سالم أن يبعد ابنه الداه عن شؤون التجارة ويشغله بتحصيل العلوم الشرعية والعصرية بيد أن ولع الداه بالمال كان يحول دون ذلك.
ابتعث أحمد سالم ابنه الداه للمحاظر فكان لا يلبث أن يعود فقرر إبعاده عن الوطن.
سيلي ابن شقيق سيد السوننكى دعا أحمد سالم لابتعاث ابنه الداه لفرنسا ليتعلم الفرنسية والعلوم العصرية وتعهد باستضافته في دار أحد أقاربه.
سافر الداه لكن المقام في فرنسا لم يعجبه فقرر العودة للوطن، رأى أحمد سالم أنه إما أن يحتضن الداه أو يتحول لقاطع طريق فاحتضنه، وولاه التحويلات المالية.
عاود المرض أحمد سالم بعد أدائه لفريضة الحج فسافر إلى تونس لتلقي العلاج، أخبر الأطباء أحمد سالم أن داءه قد استعصى على العلاج وليعد لوطنه ليقضي ما تبقى من عمره، عهد بإدارة مؤسسته لشقيقه وجعله وصيا على أبنائه وأوصاه أن يحول بين الداه وأمه من تبديد ثروتهم.
توفي أحمد سالم فطالب الداه وأمه بميراثه فأعطاهم شقيقه حصتهما وحال بينهما مع بقية الميراث.
تزوج الداه إحدى العاهرات وبدد ثروته في اللهو والمجون ليعود لعمه مطالبا بمال أبيه.
منعه عمه من ذلك ودعاه للاتعاظ بحاله وسأله عن نصيبه من الميراث ليجيب بأنه بدده في اللهو والمجون، يرد العم والآن تريد لأخوتك أن يصيروا مفلسين مثلك لا شيء لك عندي وإذا أردت أن تعود لتعمل كما كنت تعمل أيام أبيك تفضل، قبل الداه وعاد للعمل.
كان الداه لا يخالط العمال ولا يأكل معهم فلامه عمه في ذلك، ليخبره الداه أن ذلك ليس من شأنه فتركه عمه.
اقتنى الداه سلاحا بحجة حماية مؤسستهم من النهب فكان يلوح به لكل من أغضبه، ماحدا بعمه لتجريده منه وتركه وشأنه.
نضبت بحيرة الداه بعد حصار عمه فطلقته زوجته ليغتنم عمه الفرصة ويزوجه من إحدى نساء قبيلتهم.
تفرغ عم الداه ليكمل ما بدأ شقيقه من عمل خير لأخواته وأبناء عمه الفقراء، أما الداه فلم يغنه زواجه عن طرق بيوت العاهرات، اتهم بأبوة لقطاء بيد أنه لم يقر بذلك وظل على حاله هاجرا للمساجد مبعدا للقريب ومقربا للأباعد.
وقانا الله وإياكم السوء والمكاره ورزقنا من فضله رزقا حلالا واسعا وبارك لنا فيه، وصلى الله على محمد وآل محمد وسلم تسليما