اخديج:
واأسفا، صرت تميز القبيح من الجميل يابن الراعي، يغضب صمب ويتنحى جانبًا.
أم اخديج:
لقد أغلظت الكلام يا بنيتي.
اخديج:
يستحق؛ ألم تسمعي وقاحته وكيف كان يخاطبني؟!
أم اخديج: من
الأفضل أن تعتذري له يا بنية؛ فشكله يوحي بقلة عقله وضعف نفسه.
اخديج: تعتذر
لصمب، من الأفضل أن تغادر حينا، ولا تعود إليه ثانية؛ لأنني لا أعرف كيف أتصرف إذا
وجدتك هنا ثانية، يغادر صمب ويعود إلى حيه.
لالة البائنة
من سعيد يخطبها صمب من أبيها.
صمب: أريد أن
تزوجني ابنتك لالة شيخي العزيز.
أبو لالة:
أما علمت أن المرأة تحرم خطبتها حتى تستبرئ وتكمل عدتها؟!
صمب: أي مذهب ينص
على هذا؟!
أبو لالة:
أما قرأتَ القرآن؟! ثم ما الدافع لخِطبتك لالة خاصة وعندي غيرها؟!
صمب: لقد أساء
أخي سعيد في تصرفاته، وأردت أن أتزوجها حتى أكفر عن الخطايا التي ارتكب أخي في
حقها.
أبو لالة: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام:
164]، أوَليس هناك شيء آخر وراء هذه الخِطبة؟!
صمب: مثل ماذا؟
أبو لالة:
كأن تحلل لسعيد فراشه؛ علَّه يجد عذرًا يراجع به لالة.
صمب: قد يكون هناك
شيء من هذا، لكن ليس هو الأساس.
أبو لالة:
أما سمعت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله المحلِّل والمحلَّل له))؟!
صمب: إذًا ستحلل
لي الفراش وتزوجني ابنتك، هذا ما قصدت قوله؟!
أبو لالة:
أحمق جاهل، لا ترني وجهك بعد اليوم، وداعًا صديقي.
يذهب صمب
وتدخل لالة على أبيها.
لالة: سمعتك
تحدث صمب، فيمَ كان حديثكما؟
أبو لالة:
كان يريدني أن أزوجك إياه؛ بَيْدَ أني رفضت وطردته.
لالة: لم
فعلت يا أبي؟! فصمب رجل طيب القلب، يحب الخير للناس.
أبو لالة:
لكنه جاهل يخطب المرأة في عدتها، ويتزوجها ليحللها لغيره، دعيني من هذا التيس
المستعار، وأقبلي على شأنك.