الاثنين، 23 يناير 2017

صيحة امعلم

شريحة لمعلمين تشكو إلى بارئها التهميش والإقصاء الممنهج الذي مارسه عليها بعض شرائح المجتمع طوال قرون من الزمن ،ومع قيام الدولة الموريتانية وكتابة دستور لها لم يجرم العدوان عليها بل ظلوا يعاملون كمواطنين من درجة ثانية أو ثالثة ، ومع الحراك الذي قام به إخوانهم لحراطين وحصلوا بموجبه على امتيازات وأقيمت محاكم لمحاسبة كل من تثبت عليه جريمة استعباد البشر وتم تجريم كلمة عبد وخادم ومحاسبة من نطق بهما لم يثبت لهم ذلك الحق وظلت الأهازيج والمرويات الشعبية التي تقلل من شأن لمعلم وتهزأ به تتداول على نطاق واسع من ذلك قول أحدهم
لمعلم جن تحت المرجن  شاف الرأس كام يكزن
وغيرها من الأهازيج التي تصف لمعلم بالنهم وعديم الوفاء حتى إن بعضها يجعل هوام الأرض وسباعها أكثر وفاء من لمعلم في تجريد واضح لهم من آدميتهم ،فنحن نطلب من اللجنة المكلفة بتعديل الدستور أن تأخذ ما قلنا في الحسبان وأن تدرج في تعديلها احترام حقوق الإنسان والمساواة بين جميع شرائح المجتمع الموريتاني في تعديلها الجديد ،ونرجو من فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله وأدام عليه نعمة الصحة والعافية أن يضمن إدراج تلك الحقوق حتى لا يبغي علينا باغ أو يعتدي معتد
استندوا على آثار وأحاديث ضعيفة لتهميشي منها ما ينسبونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم [ لا خير في الحداد ولو كان عالما] ومع عدم وقوفي على تخريج هذا الحديث إلا أني متأكد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رفع من شأن بلال بن حمامة الحبشي وقال [سلمان منا أهل البيت] وأعلى من شأن خباب بن الأرت الصائغ ،"نظيري في المهنة " ما كان ليقر هذا العمل أو يرضى به ،فالعدل شيمته ،والسماحة سجيته ،
يعاملوننا معاملة أهل الكتاب فيتزوجون نسائنا ولا نتزوج نسائهم ،لأننا لسنا أكفاء ولا مؤهلون لنكون أصهارا لهم ،ألم يساو الإسلام بيننا ألم ينص الفقهاء في مدوناتهم "أن المسلم كفؤ للمسلمة " فلم هذا التعالي والنظر إلينا بدونية ،أم أنهم يرون أن في إسلامنا دخل ،هذا مع أن في لمعلمة –لو لم ينافسونا- كفاية وجمالها يغني عن النظر إلى غيرها
استفادوا من صناعتي ولم يحترموني بل جعلوا مني مثارا لسخريتهم ومادة لأمثالهم الساخرة "لمعلمين يركع كدحان الناس ولا يركع كدحانهم " و"اكذب من امعلمة جالبة وسادة " ألم يتعلم هؤلاء ضرورة احترام أصحاب المهن ،ألم يعلموا أن صناعتي كان لها دور مهم في استمرار منظومة المجتمع والحفاظ على هويته ،أين أنا إذا ألا هل من رجل رشيد ينصفني ؟
صرخة امعلم 3
لما طوقت الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع جرائمه وكاد حبل المشنقة أن يشنقه بسبب قتله وتهجيره للآلاف من الزنوج الموريتانيين فتح أبواب موريتانيا بمصراعيها أمام اليهود وطبع علاقاته الدبلوماسية معهم لينقذوه من ملاحقة المحاكم الدولية له هو وأعضاء حكومته ، بعدها جاء وفد من الصهاينة ليجروا دراسات وأبحاث حول لمعلمين هل هم من نسل السبط الثاني عشر الضائع على اليهود، لحظتها أدينوا وتم التشكيك في معتقدهم ونسبهم هل هم صهاينة فعلا ذابوا في المجتمع  أم عرب أقحاح أم بربر ولم تتوصل تلك الأبحاث للنتيجة التي أرادها القائمون عليها لأنهم أبناء هذه البلاد  ومن تربتها نشأت ،أعاد الرئيس السابق للبلد السيد:سيدي ولد الشيخ عبد الله متعه الله بالصحة والعافية المهجرين وعوض لهم عن ممتلكاتهم في حين صلى الرئيس الحالي السيد :محمد ولد عبد العزيز حفظه الله على أرواح الجنود الزنوج الذين قتلوا في إنال إبان تلك الأحداث وتم التخلص من إرث تلك القضية في حين لم يرد إليهم الاعتبار ولازال التشكيك في هويتهم جاريا
أنا المسلم معتقدا العربي نسبا ولسانا شأني في ذلك شأن أقوام عديدين أسلموا لله وتعلموا لغة القرآن حتى يحفظوه ويفهموا معانيه ويتدبروه ،وهل في ذالك من ضير
أمقت تلك الدعوات التي تدعوني للانسلاخ من ديني والتنصل من هويتي ،وتحمل دينا سماويا مسؤولية مظلوميتي أنا لا أرضى بالباطل دينا ولا ادفع به باطلا بل أدفع الباطل بالحق ،لأن الحق مستمر والباطل زاهق ،وأعلم أن تلك الممارسات صدرت من أقوام ما فهموا حقيقة الدين
كتب أحد أفراد العشيرة مقالة مسيئة لجناب النبي الكريم فلاقى جزاؤه وتبرأ منه والداه وسائر أفراد عشيرته لأنهم مؤمنون ويعلمون أن إيمان المرء لا يتم إلا إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ،بيد أن المغرضين وأصحاب النوايا السيئة وجدوا فيه وسيلة للنيل من لمعلمين والتجني عليهم فصدقوا مزاعم اليهود بأنهم نسل السبط الضائع ولا يمكن أن يستقيموا لأن اليهود قال الله جل جلاله في شأنهم (ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين ) ،بيد أني أهيب بموقف العلماء المخلصين الذين أنقذوا البلاد من نار فتنة أججها المغرضون وبموقف رئيس الجمهورية الحازم الذي أكد على التمسك بهوية الدولة المسلمة ورفض أن يأخذ بريئا بذنب مجرم وقوفا عند حكم المولى الرحيم (كل امرئ بما كسب رهين )
إلا أن القضاء لم يحسم تلك المسألة وظل الأخذ والرد فيها جاريا إلى أن أفرج عن توبة المسيء فوجد البعض فيها ضالته وانقسم الناس إثرها فريقين فريق يرى أن توبته تدرأ عنه الحد أخذا بالمشهور من مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله واستنانا برسول الله صلى الله عليه وسلم في عفوه عن بعض المسيئين ،وآخر يرى أن توبته قد تنفعه في آخرته لكنها لا تدرأ عنه الحد قياسا على تارك الصلاة وسدا للذريعة ،والحمد لله أن الذين رفعوا لواء الدفاع عن المسيء والذين طالبوا بإعدامه  أغلبهم لا ينتمي للشريحة وإنما تبنوا إيدولوجيات وأفكار وبعضهم ركب الإساءة لتحقيق مآرب بعيدة عن ما يدعو إليه ويروجه
أنصفته المجتمعات العربية وأنزلته منزلة عالية فمن ذلك ما يؤثر عن الشامي الذي خطب عنده موريتانيان ابنتيه فسأل كل منهما عن مهنته فأجابه أحدهم أنه سليل أسرة علم أما لمعلم فأجاب بأنه حداد وذكر له بعضا من مهاراته فأسقط عنه نصف المهر وألزم الزاوي المهر كله ،وليس هذا بغريب فقد كان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول [إني لأرى الرجل فيعجبني فإذا قيل لا مهنة لديه سقط من عيني ،أما مجتمعنا فقد عانى من إذلاله واستضعافه له رغم مهاراته وإنجازاته الكبيرة فلولاه ما كانت القداح والألواح فهل من متذكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

Translate

المشاركات الشائعة

صمم في : 2012/08/23

درس الاسبوع

المتابعون

آخر التعليقات

معجب

الاكثر مشاهدة

مواضيع مختارة