غَزا رسول الله سبعًا وعشرين غزوة؛ حسبما
اتفق عليه جمهورُ أهل السير، وأُولى هذه الغزوات غزوة الأبواء، وأُخراها تبوك،
وقاتل في تسعٍ منهن؛ بدرٍ وأحُدٍ وبني المصطلق والخندق وقريظة وخيبر وفتح مكة
وحُنين والطائف، وأضاف بعضُهم أنه قاتَل في غزوة بني النَّضير ووادي القرى وغزوة
الغابة.
والغزَوات الكبار منهن سبعٌ: بدر وأحد
والخندق وخيبر وفتح مكة وحنين وتبوك، ولم تَنزل الملائكة إلا في غزوتين: بدر
وحنين، ورأى بعضُ أهل العلم أنها نزلت في الخندق؛ لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيـهٍم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا﴾
[الأحزاب: 9].
وهذه المغازي يقسمونها من حيث
المجالُ الزمني إلى:
1 - ما قبل بدر وبعد نزول الإذن بالقتال، ويُجمِلون فيه
أربعًا: الأبواء وبواط وسفوان والعشيرة وهي بدر الأولى.
2 - من بدر إلى أحُد ثلاثة عشر شهرًا، حدث بينهما مجموعةٌ من
المغازي؛ غزوة بني سليم بالكدر، فبني قينقاع، فغزوة السويق في طلب أبي سفيان،
فغزوة بني غطفان عند ماءٍ لهم يسمى ذي أمر.
3 - من أحُد إلى الخندق سنتان، وحدث بينهما غزوة حمراء
الأسد، وبني النضير، وبدر الموعد، وغزوة ذات الرقاع - للَّذين يجعلونها سنة أربع -
وبني المصطلق، ودَومة الجندَل.
4 - من الخندق إلى الحديبية ثلاثة عشر شهرًا، حدث بينهما
مجموعةٌ من الغزوات؛ كغزوة بني قريظة، وبني لَحيان، وغزوة الغابة في طلب عبدالرحمن
بن عُيينة الفزاري.
5 - من الحديبية إلى فتح مكة تسعة عشر شهرًا، وفيها فُتحَت
خيبر ووادي القرى وفدَك، واعتمر عمرة القضية، وحدثت معركة مؤتة، وتم التحضير لفتح
مكة بعد أن جاءه البلاغ بنقض قريشٍ العهد.
6 - من فتح مكة إلى غزوة تبوك، وفيه وقعت غزوَتا حُنين
والطائف، وأسلمَت الجزيرة العربية، وغزوة تبوك آخر غزواته صلى الله عليه وسلم،
وبعدها عام الوفود؛ آخر سنة تسع وبداية سنة عشر، وحجة الوداع، ثم مرض وتُوفِّي سنة
11هـ.