في قرية "لعبلي" السوننكية ولد محمد السالك، ليكبر ويشتد عوده بين أخواله، بعد أن طلق أبوه أمه وراح يبحث عن عمل، بعد جهد ومكابدة اختير السالك حارسا لبرج الاتصالات الخاص بموريتل، ليبدأ في تدشين مملكته الخاصة.
تزوج فتاة من أهل حيه وعمل على تربية الدواجن، ليكثر داجنه ويشتري معزاة، كانت المعزاة تضع توأمين إناث مرتين في العام الواحد فصار لدى السالك قطيع أغنام، باع بعض ماعزه وافتتح به دكان في قطعة الأرض المخصصة له من موريتل.
عاد السالك إلى "لعبلي" يطلب ابنيه محمد والحسين، رفضت جدتهما منحهما له وبعد وساطة قبلت اصطحابهما له مدة وجيزة.
عاد السالك بابنيه ولحظ مهارة الحسين في الحساب فولاه تسيير دكانه، أما محمد فقد استعمله في رعاية أغنامه، علمت جدتهما بالأمر فراحت إلى السالك تريد عودتهما، رفض السالك الأمر بيد أنه ذعن للأمر الواقع وترك الحسين يغادر معها في حين احتفظ بمحمد بحجة تعليمه فهو قد ناهز البلوغ ويجهل الكتابة والقراءة.
دخل محمد المدرسة وقرر المدير أن يلحقه بالقسم الخامس لسنه المتقدم، رسب محمد في الامتحان وأعاد المستوى الخامس أربع مرات، ليلتحق بالمدرسة معلم حديث عهد يمدرسة تكوين المعلمين ويلحق محمد بالقسم السادس، رفض معلم الفرنسية التحاق محمد بالقسم السادس وهدد بطرده من المدرسة لمستواه المتدني بيد أنه منع من ذلك.
ساعد معلم العربية محمد فتجاوز إلى الإعدادية، اكتشف المدير بلادة محمد وسهولة "تعدال بيه الهم" ففعل معه ما كان يفعل معلم العربية من استغلال، كان محمد يرعى ماشية أبيه ويحلب بقراته وماعزه ويخلفه في دكانه، وفي المدرسة يراقب القسم ويهيء فطور المعلم والمدير ويجلب لهما الماء.
ظل محمد على هذا زمنا حتى حضر "آبه" عمل السالك مع آبه ما كان يعمل مع ابنه محمد فتمرد عليه وتشاجرا ما حدا بالسالك لطرد آبه حتى لا تعم البلوى ويتمرد محمد، مضت أشهر وصحب محمد فتيانا فصار يسهر معهم ويخالف السالك.
محمد فتى لم ينل من العلم كثيرا ولم يحظ بعقل، في الثامنة عشر من عمره وتخاله في السابعة، لا تحسبه رجلا إلا حين تراه يعاكس بنات الحارة.
حفظنا الله وإياكم من السوء والمكاره ورزقنا من فضله رزقا حلالا واسعا وبارك لنا فيه، وصلى الله على محمد وآل محمد وسلم تسليما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق