الاثنين، 4 يناير 2016

تجربتي في التعليم الحر

مقدمة                  
الحمد لله رب العالمين والصلاة  و السلام على طه الأمين و ءاله الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد فهذا ملخص تجربتي التي عشتها و أنا أدرس في مدارس حرة شاهدت  أحوالها ووضع التلميذ والمدرس فيها وسير العملية التربوية داخلها أنقلها إليكم بصدق وأمانة ثم تحكموا بعد ذالك بما شئتم والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

البداية

تخرجت من الجامعة ولم يكن التوظيف الرسمي متاحا فمسابقات الوظيفة العمومية قليلة وبالكاد تكون محصورة في امتحانات الصحة والمدرسة العليا لتكوين المعلمين والأساتذة ولسوء الحظ لا يسمح لنا نحن خريجي (كلية العلوم القانونية والاقتصادية) بالمشاركة في امتحانات الأساتذة مع وجود الكفاءة لدى بعضنا أما المعلمين والممرضين فيكفي الحصول على شهادة ختم الدروس الإعدادية أو الباكلوريا كحد أعلى للمشاركة الأمر الذي يجده خريجي الكلية لا يتناسب وشهادتهم فيعزفون عن المشاركة في المسابقتين ألأنفتي الذكر ويبدءون يدورون لعلهم يجدوا عملا في القطاع الخاص المحظوظين منهم يلتحقون بالبنوك والمؤسسات المالية وبعضهم يمارس التجارة على طريقته وبعضهم يبقى عاطلا ينتظر فرجا من السماء لعله يصادفه أما الباقي فتحتويه المؤسسات الخاصة فيعمل في المتاجر والمدارس الخاصة وكنت من أولئك الذين اختاروا التدريس في المدارس
الخاصة لشرف مهنة التعليم واقتداء برسول الله صلى الله عليه وءاله الذي قال (إنما بعثت معلما) تشاورت مع الإخوان بعضهم أشار علي بمدرسة تكوين المعلمين لأنها مدخل للوظيفة العمومية شاركت في الامتحان وتأهلت للشفهي علق اسمي في لوائح الناجحين تأخرت عن الحضور أياما فجعلوا مكاني أحد الأشخاص في لوائح الانتظار فبدأت أدور عن عمل فرأيت في التعليم الحر بديلا لأنه لا عقد يجبرك على مزاولته ويمكن الانتقال عنه إذا وجدت غيره أفضل منه
العمل                

للتدريس في مدارس التعليم الحر لابد من الحصول على إذن تدريس من مصلحة التعليم الحر يفيد بأن المعني مؤهل قانونيا لمزاولة هذه المهنة وقد يستغرق الحصول على إذن تدريس أشهر عدة الأمر الذي لا يتحمله العام الدراسي دفعت الملف عند المصلحة وحصلت على وصل حملته إلى مدرسة يديرها معارف لي وبعض أقاربي فقبلوا أن أعمل معهم مقابل أجر زهيد على أن أكتسب منهم الخبرة ويعلموني أصول وقواعد المهنة تراضينا على هذا كنت أعمل معهم نصف الوقت فقررت أن أشحن نصفه الباقي في مدرسة أخرى دورت في بحثي على عدة مدارس كان بعض المدراء يصارح ويقول الطاقم عندي مكتمل و الأخر يداري ويودع عنوان هاتفك ملف تمضي شهور وربما أعوام دون أي اتصال وأخيرا وجدت مدرسة درست فيها كمعلم فرنسي مع ضعف خبرتي في هذا المجال أمضيت معها الأجل الذي كتبه الله ثم افترقنا (فراقا غير وامق) حاولوا العبث بالسجلات وتغييرها حتى يأخذوا بعض حقي اعترضت وحاولت منع ذالك إلا أني لم أوفق أخذوا بعض حقوقي غفر الله لهم كان العام الدراسي قد شارف على الانتهاء والبحث عن مدرسة أخرى أمر غير وارد فقررت الاعتزال والبحث في مجال ءاخر قررت العودة إلى كتاب الله تعالى وتدارس أحكامه ريثما أحصل على سند ثم أعود للمهنة التي أحببتها

عودة محارب      
              
افتتح العام الدراسي الجديد وصار الآن في يدي سند قانوني يخولني العمل وصارت لدي تجربة وخبرة اكتسبتها من العام الذي قبله دورت في مدارس إلى أن وجدت ضالتي التي بحثت عنها درست كمعلم فرنسي لقسمين مختلفين لحظتها فهمت ما معنى أن تكون معلما تولدت لدي رغبة في التميز الإبداع وأن أرفع من مستوى الطلاب حتى يكونوا نموذجيين عرفت أن السر في فشل الكثير من المعلمين يعود إلى نظرهم إلى ما يدفع إليهم من أجر لا إلى ما يقدموه لطلابهم من معلومات وأن التميز والإبداع لا يوجد في قاموس الكثير منهم فهمت نفسية التلاميذ وتأثيره على مستوياتهم السلوكية والعلمية عرفت أن إصلاح العملية التعليمية يحتاج إلى تعاون الإدارة والمعلمين وءاباء التلاميذ عرفت الكثير من المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع

مشاكل التعليم الحر   
             
يعاني التعليم الحر من مشاكل عدة أبرزها ضعف الدعم الحكومي الذي تقدمه الدولة وضعف الموارد المالية لدى بعض هذه المؤسسات للحد الذي تعجز معه عن تسديد رواتب العاملين بشكل منتظم إضافة إلى ضعف الكفاءة العلمية لدى بعض المدرسين و قلة خبرة بعضهم الشيء الذي يحتاج إلى معالجة بإجراء تكوين سريع للعاملين عديمي الخبرة وأن يعملوا على الاستفادة من خبرة زملائهم الأقدم منهم في العمل ومن المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع غياب الضمير لدى بعض مسيري هذه المؤسسات فتراهم يوظفون عمالا غير مؤهلين قانونيا وليست لديهم أي كفاءة علمية ما يهمهم هو جمع المال ولو على حساب الآخرين وما يدرون أن بفعلتهم هذه يسيئون إلى الإنسانية ويسعون في هدم أهم عامل من عوامل التقدم والنهوض
وختاما      
لما سئل مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق عن سر نهضة بلاده أجاب التعليم إن التعليم هو المفتاح لأي نهضة و السر في كل تقدم لهذا على الدولة أن توليه عناية أكبر وتنهض بيه من مستنقع الردى  الذي يعيشه هذه الأيام تماشيا مع البرنامج التصحيحي الذي تبناه رئيس الجمهورية والذي يسعى للقضاء على الفساد بما في ذالك الفساد في المؤسسات التعليمية إن علينا أن نتعاطى إيجابا مع أي مشروع لإصلاح التعليم و انتشاله من وضعه الحالي           

عبد الله محمد احميد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق