
هذه أبيات لأمير المؤمنين علي بن أبي طال كرم الله وجهه من قصيدة له جمعت الكثير من الحكم ومحاسن الأخلاق يدعو في بدايتها لصون النفس ويدخل في هذا صون المال والعرض ثم يدعو لعدم إظهار الجزع مهما حلكت الظروف ولا ترين الناس إلا تجملا،ثم يشير إلى أن دوام الحال من المحال والأيام دول،وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد،ثم يشير إلى أن الغنى غنى النفس ،يعز غني النفس إن قل ماله ،ويشير إلى ضرورة اصطفاء الإخوان ،ولا خير في ود امرئ متملق،يبخل عنك عندما تحتاجه ،وأخيرا يقرر قاعدة ذهبية ،وهي المشار إليها في المثل العربي "الصديق وقت الضيق"فما أكثر الإخوان حين تعدهم،وإليكم نص الأبيات
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها |
تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
|
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً |
نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
|
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ |
عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
|
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ |
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
|
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ |
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
|
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ |
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
|
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم |
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق