فنقول وبالله نستعين لقد ذكر الله جل جلاله أوصاف العلماء في آيات كثيرة من كتابه فأول هذه الأوصاف التوقف عن الخوض في الشبهات وعدم إثارة الفتن قال تعالى ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) )) {آل عمران }والقلة في زماننا من من نطلق عليهم تسمية علماء توقفوا عند هذه الآية فالكثير منهم نال شهرته بالخوض في المشتبهات وإثارة الشحناء بين المسلمين وغيرهم أوالمسلمين فيما بينهم والثانية القدرة على الأستنباط من النصوص الشرعية الكتاب والسنة قال تعالى ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) )){سورة النساء} وإذا تأملنا واقعنا الحالي وجدنا أن كثيرا من المشائخ آثروا الحفظ على الفهم فنموا في طلبتهم موهبة الحفظ دون تنمية موهبة الإدراك والعقل ثالثا الخشية قال تعالى ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28))){سورة فاطر}فالعلم يورث صاحبه الخشية والخوف من الله تعالى فيتورع عن أكل أموال الناس بالباطل وتدجيل العوام ليسخرهم لخدمته فالعلم كما قال سيدنا علي كرم الله وجهه (يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ) فما أجمل أثر العالم الرباني في الأرض فهو يدعو لإعمارها لا إلى خرابها ويفشي السلام بين الناس لا يدمر السلم الأهلي ويرحم الضعيف لا يتاجر بمعاناته ويسعى لإغناء الفقير لا يستنزف جيبه فما أحوجنا لعلماء مصلحين يصدعون بالحق ويصلحون فساد الأمة والعالم